Tunisie Agriculture

زراعة التبغ في تونس

تعتبر زراعة التبغ في تونس نشاطا محدودا نسبيا مقارنة مع بعض المحاصيل الزراعية الأخرى. و مع ذلك فهي واحد من الأنشطة التي يمارسها الفلاح التونسي في المناطق الريفية.

و هناك أربعة أصناف من التبغ المزروعة في تونس، منها صنف معد للاستنشاق وهو الصوفي، أما البقية فهي معدة لصناعة التبغ و هي العربي، البورلي و الشرقي. و يمثل التبغ العربي الذي يزرع في الشمال و الشمال الغربي، 35 %  من إجمال إنتاج التبغ.

أما بالنسبة للصنف الصوفي الخاص بالاستنشاق (النفة)، فيتم زراعته في حقول في منطقة الرأس الطيب و قابس، و يخصص جزء منه للتصدير، حيث صدرت منه تونس حوالي 154  طنا عام 2022.

يبدأ موسم زراعة التبغ العربي في شهر مارس من كل عام. حيث تزرع بذور التبغ في مرحلة أولى، ثم يقع تغطية المساحات المزروعة بغطاء بلاستيكي شفاف من أجل خلق مناخ دافئ يسرع إنبات البذور ونموها. و حين تنمو أوراق النباتات و ترتفع درجات الحرارة ما بعد شهر مارس، حينها ينزع الغطاء البلاستيكي و يتواصل الاعتناء بالمشاتل عبر السقي، نزع الأعشاب الضارة و التسميد.

 و بحسب أخر الإحصائيات التي سجلتها الوكالة الوطنية للتبغ و الوقيد،  فقد تراجع عدد المزارعين في هذا القطاع من حوالي 1975 مزارعا سنة 2020، إلى 2524 عاملا سنة 2022. كما يستمر إنتاج التبغ في تونس في التراجع سنويا، حيث تراجع الإنتاج من 958 طن سنة 2020 إلى 824 طن سنة 2022.  و من جهة أخرى، وفي غياب تشجيع الدولة بهذا القطاع، فقد سجلت المساحات المخصصة لزراعة التبغ انخفاضا ملحوظا حيث تراجعت من 643 هكتارا سنة 2020 إلى 583 هكتارا سنة 2022. حيث تم تعويض التبغ بزراعات أخرى مثل الفلفل و الطماطم.

و تعود أسباب هذا التراجع إلى تفاقم الصعوبات التي يعاني منها القطاع. و التي تشمل تراجع المردودية و الأرباح  مقابل إرتفاع تكلفة الإنتاج التي تضم إرتفاع أجر اليد العاملة، تكلفة الري، تكاليف الحرث و التسميد، وبقية أدوات الإنتاج. حيث يتجاوز الإنتاج في سنة 2023 في منطقة وادي الخطف 70 طناً، ولم تدم فترة تلقي الإنتاج من قبل الوكالة سوى 10 أيام، بعد أن كان الإنتاج في حدود 600 طن وتدوم فترة قبول الإنتاج أكثر من شهر.

كذلك فإن العديد من العمال يرفضون العمل في هذا القطاع الذي يعتبرونه نشاطا متعبا، يتطلب الكثير من الجهد للتمكن من الغراسة، التسميد، العزق و التجميع و التشبيك و التجفيف و النقل، وكل ذلك مقابل مردودية ضعيفة.

و كانت منظمة الصحة العالمية قد نشرت  سنة 2021 جدولا موضحا للإقتصادات الأولى المتصدرة لزراعة التبغ و المصنفة حسب إقليم المنظمة و بالهكتار، لتتصدر الصين هذا الجدول، حيث تضم    1.014.553 هكتار من حقول التبغ، تليها الهند و البرازيل.

 و أوضحت كذلك دراسة تدعمها منظمة الصحة العالمية عن الأضرار التي تسببها زراعة التبغ على البيئة من تصحر و تلوث للمياه، حيث أشارت أن مزارع التبغ مسؤول عن فقدان نحو 5 % من الغابات في أجزاء من أسيا و إفريقيا.

التهميش هو واقع هذا القطاع الذي يعاني من عدة تحديات، كتقلص المساحات المزروعة وارتفاع تكاليف الإنتاج، والتغيرات المناخية و ظروف العمل الصعبة. هذه التحديات تتطلب تضافر جهود جميع الأطراف المعنية لضمان استمرارية هذا النشاط وتحقيق تنمية زراعية.   

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *