Tunisie Agriculture

نبتة المستقبل: بديل الحبوب؟

بديل الحبوب

juin 10, 2025 tunisieagriculture   في ظل التغيرات المناخية التي يعيشها العالم من إنحباس في الأمطار وارتفاع في درجات الحرارة، يواجه الأمن الغذائي العالمي تحديات غير مسبوقة. إذ تؤثر هذه الظواهر بشكل مباشر على الإنتاج الزراعي، من خلال تراجع المحاصيل، وتدهور جودة التربة، وزيادة انتشار الآفات والأمراض الزراعية. ويؤثر إنحباس الأمطار خلال أهم مراحل نمو الحبوب سلبا على الإنتاج. في الدول التي تعاني من نقص في الأمن الغذائي، تعتبر الكينوا التي تلقب بنبتة المستقبل إستثمارا جيدا لمكافحة هذه الأزمة نظرا لتنوعها الوراثي وقابليتها الكبيرة للتكيف مع الظروف الزراعية البيئية المختلفة، مما يجعلها بديلا مناسباً لبعض الزراعات الأخرى كالقمح و الذرة، خاصة في الأراضي التي تعاني من الجفاف و قلة الأمطار.  و تتحمل الكينوا الظروف الزراعية الصعبة، من بينها التربة عالية الأملاح و درجات الحرارة المتقلبة. كما أنها لا تحتاج إلى كميات كبيرة من الماء و الأسمدة، و تتطلب مساحة صغيرة مقارنة بالأرز و القمح و الذرة. وعلى عكس كلفتها الغير باهظة فإن محاصيل الكينوا تعد ذات مردود مالي عال. أصول الكينوا: و يعود أصل الكينوا إلى منطقة جبال الانديز في أمريكا الجنوبية أين يطلق عليها باللهجة المحلية “كيشوا” و هي نبتة عشبية سنوية تنتمي إلى الفصيلة القطيفية. وتزرع منذ أكثر من 7 الاف سنة في المناطق المحيطة ببحيرة “تيتيكاكا” المحاذية للبيرو و بوليفيا، وهي نوع شبيه بالحبوب و تتعدد ألونها بين الأبيض، و الأصفر، والبرتقالي، والوردي، والأرجواني، والرمادي، والأسود. و كانت الكينوا، مثلها مثل البطاطا، أحد الأغذية الرئيسية لشعوب جبال الأنديز. حيث يجري تحميص حبوب الكينوا ثم طحنها حتى تصبح دقيقا، لتصنع منه مختلف أنواع الخبز. و تتعبر الكينوا نبتة صديقة للبيئة فهي غنية بالفيتامينات و المعادن، تحتوي على جميع الأحماض الأمينية الضرورية و تعد بروتينا كاملا يعوض بروتينات اللحوم. و هي من حبوب الطاقة الغنية بالألياف و المغذيات الطبيعية التي تزود الجسم بالطاقة، و تعتبر أيضا طعاما مناسبا لمن يعانون من حساسية الغلوتين لأنها خالية من الغلوتين و يستخرج منها حليب الكينوا لمن يعانون من حساسية اللاكتوز في حليب البقر. تنمو الكينوا في أمريكا الجنوبية ولكنها بدأت في الإنتشار في أماكن عديدة من العالم، منذ 2013 و إلى سنة 2023 إرتفعت عدد الدول التي باشرت في زراعة الكينوا من 30 دولة إلى 130 دولة، نظرا لكونها تزدهر حتى في الأراضي غير الصالحة للمحاصيل الزراعية كالقمح و تنمو في المناطق ذات الطقس الجاف و المعتدل… الكينوا في تونس: تجربة نموذجية ناجحة: تعد تجربة الكينوا في تونس نشاطا غير مألوف لدى غالب الناس. لكنها تعتبر زراعة نموذجية ناجحة لما توفره من قيمة مضافة في الأمن الغذائي وفي تحريك عجلة الاقتصاد الفلاحي. كما أنها تساهم في دعم الجهود المبذولة إلى توفير زراعات بديلة تتحمل الجفاف والملوحة، مما قد يسهم في استصلاح الأراضي الهامشية والملحية. وما يجعل هذه النبتة قيمة و “مقدسة” كما يلقبها البعض، هي استخداماتها العديدة. حيث يمكن إستعمالها في صنع الخبز و الحلويات و عديد الأكلات الأخرى. و يمكن إستخدام مادة “الصابونية” المستخلصة من “الكينوا” في الصناعات الصيدلية و معالجة اثار انخفاض مستويات الكوليسترول الشديد. وقد خاض تجربة الكينوا في تونس عدة فلاحين، أولهم الباحث و الأستاذ الجامعي المتقاعد في إختصاص إنتاج البذور و تحسين النباتات أحمد المرواني. وذلك في أحد الحقول بولاية سليانة سنة 2013 و تزامنا مع السنة العالمية لإنتاج و زراعة الكينوا. وذلك في إطار بحوث للتعرف على مدى تأقلمها بولايات الشمال الغربي.  وذكر المرواني، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أن أول تجربة انطلقت خلال سنتي 2014 و2015 في ولايتي الكاف وجندوبة، ثم توسعت لاحقًا إلى ولايات أخرى من بينها بنزرت و سوسة و تطاوين. تم زرع الكينوا في مساحات تتراوح بين 3 و5 هكتارات. التجربة إنطلقت على صعيد وطني بتجربة 50 سلالة جينية وراثية في كامل البلاد التونسية. ليتم اختيار في ما بعد 3 سلالات، من بينها صنف “الكينوا” الأبيض الموجود. وأشار المراوني أن أفضل إنتاج تحصل عليه كان سنة 2018، بلغ 18 قنطارا للهكتار، ما يجعل من زراعة الكينوا مشروعا واعدا اقتصاديا. و كان الأستاذ أحمد المرواني قد أشار سابقا في تصريح له لوكالة تونس إفريقيا للأنباء أن أفضل فترة لزراعة الكينوا تترواح بين شهري نوفمبر و ديسمبر و يبدأ الحصاد في أواخر شهر ماي و بداية شهر جوان. ..18 ألف صنف:   و تتميز الكينوا بتعدد أصنافها التي تصل تقريبا إلى 18 ألف صنف حول أنحاء العالم. وتتمتع بالإمكانات اللازمة لتقليص الاعتماد على الأغذية الأساسية الأخرى كالقمح والأرز. إكتسبت الكينوا شهرتها بفضل تنوعها الوراثي حيت تحتوي على البروتين، الدهون، الألياف و المعادن و الفيتامينات، فضلا على قدرتها على التأقلم مع كل الظروف الزراعية الصعبة.    و في ظل التغيرات المناخية و تحديات ارتفاع نسب الجوع حول العالم و تقلص الإنتاج الغذائي، تعد الكينوا بديلا ملائما لدى البلدان التي تعاني من إنعدام الأمن الغذائي.  Source : jawahra fm / babnet/ el sabah

زراعة التبغ في تونس: زراعة ناجحة؟

زراعة التبغ في تونس

avril 9, 2025 tunisieagriculture تعتبر زراعة التبغ في تونس نشاطا محدودا نسبيا مقارنة مع بعض المحاصيل الزراعية الأخرى. و مع ذلك فهي واحد من الأنشطة التي يمارسها الفلاح التونسي في المناطق الريفية. و هناك أربعة أصناف من التبغ المزروعة في تونس، منها صنف معد للاستنشاق وهو الصوفي، أما البقية فهي معدة لصناعة التبغ و هي العربي، البورلي و الشرقي. و يمثل التبغ العربي الذي يزرع في الشمال و الشمال الغربي، 35 %  من إجمال إنتاج التبغ. أما بالنسبة للصنف الصوفي الخاص بالاستنشاق (النفة)، فيتم زراعته في حقول في منطقة الرأس الطيب و قابس، و يخصص جزء منه للتصدير، حيث صدرت منه تونس حوالي 154  طنا عام 2022. يبدأ موسم زراعة التبغ العربي في شهر مارس من كل عام. حيث تزرع بذور التبغ في مرحلة أولى، ثم يقع تغطية المساحات المزروعة بغطاء بلاستيكي شفاف من أجل خلق مناخ دافئ يسرع إنبات البذور ونموها. و حين تنمو أوراق النباتات و ترتفع درجات الحرارة ما بعد شهر مارس، حينها ينزع الغطاء البلاستيكي و يتواصل الاعتناء بالمشاتل عبر السقي، نزع الأعشاب الضارة و التسميد.  و بحسب أخر الإحصائيات التي سجلتها الوكالة الوطنية للتبغ و الوقيد،  فقد تراجع عدد المزارعين في هذا القطاع من حوالي 1975 مزارعا سنة 2020، إلى 2524 عاملا سنة 2022. كما يستمر إنتاج التبغ في تونس في التراجع سنويا، حيث تراجع الإنتاج من 958 طن سنة 2020 إلى 824 طن سنة 2022.  و من جهة أخرى، وفي غياب تشجيع الدولة بهذا القطاع، فقد سجلت المساحات المخصصة لزراعة التبغ انخفاضا ملحوظا حيث تراجعت من 643 هكتارا سنة 2020 إلى 583 هكتارا سنة 2022. حيث تم تعويض التبغ بزراعات أخرى مثل الفلفل و الطماطم. و تعود أسباب هذا التراجع إلى تفاقم الصعوبات التي يعاني منها القطاع. و التي تشمل تراجع المردودية و الأرباح  مقابل إرتفاع تكلفة الإنتاج التي تضم إرتفاع أجر اليد العاملة، تكلفة الري، تكاليف الحرث و التسميد، وبقية أدوات الإنتاج. حيث يتجاوز الإنتاج في سنة 2023 في منطقة وادي الخطف 70 طناً، ولم تدم فترة تلقي الإنتاج من قبل الوكالة سوى 10 أيام، بعد أن كان الإنتاج في حدود 600 طن وتدوم فترة قبول الإنتاج أكثر من شهر. كذلك فإن العديد من العمال يرفضون العمل في هذا القطاع الذي يعتبرونه نشاطا متعبا، يتطلب الكثير من الجهد للتمكن من الغراسة، التسميد، العزق و التجميع و التشبيك و التجفيف و النقل، وكل ذلك مقابل مردودية ضعيفة. و كانت منظمة الصحة العالمية قد نشرت  سنة 2021 جدولا موضحا للإقتصادات الأولى المتصدرة لزراعة التبغ و المصنفة حسب إقليم المنظمة و بالهكتار، لتتصدر الصين هذا الجدول، حيث تضم    1.014.553 هكتار من حقول التبغ، تليها الهند و البرازيل.  و أوضحت كذلك دراسة تدعمها منظمة الصحة العالمية عن الأضرار التي تسببها زراعة التبغ على البيئة من تصحر و تلوث للمياه، حيث أشارت أن مزارع التبغ مسؤول عن فقدان نحو 5 % من الغابات في أجزاء من أسيا و إفريقيا. التهميش هو واقع هذا القطاع الذي يعاني من عدة تحديات، كتقلص المساحات المزروعة وارتفاع تكاليف الإنتاج، والتغيرات المناخية و ظروف العمل الصعبة. هذه التحديات تتطلب تضافر جهود جميع الأطراف المعنية لضمان استمرارية هذا النشاط وتحقيق تنمية زراعية.     

قبو بذور القيامة: للحفاظ على الأمن الغذائي العالمي

قبو بذور القيامة

avril 2, 2025 tunisieagriculture قبو سفالبارد العالمي للبذور (Svalbard Global Seed Vault) في النرويج أو ما يعرف أيضا بـ”سفينة نوح.. مملكة النباتات” أو “قبو بذور القيامة”، هو قبو لتجميد و حفظ بذور المحاصيل الزراعية العالمية، تأسس سنة 2008 بتمويل من الحكومة النرويجية، و دعم من  الصندوق العالمي لتنوع المحاصيل، منظمة الفاو (FAO) و منظمة الأغذية و الزراعة التابعة للأمم المتحدة. يهدف القبو إلى دعم البنوك الجينية في العالم عند الحاجة إليها و لـحماية الأمن الغذائي في حال وقوع كوراث طبيعية، حروب، أو تغيرات مناخية، أو أوبئة قد تؤدي إلى فقدان التنوع البيولوجي الزراعي.  يقع هذا القبو في جزيرة سفالبارد النرويجية، وقرب مدينة لونغييربين في شمال الدائرة القطبية الشمالية، على بعد نحو 1300 كم من القطب الشمالي، و على بعد نحو 1000 كم من البر الرئيسي للنرويج.  هذا الموقع تم إختياره لعدة أسباب: مناخ الجزيرة يساعد في الحفاظ على البذور بحالة جيدة لفترات زمنية طويلة قد تصل إلى مئات السنين، بعيد عن مناطق الصراع السياسي في العالم، وبعيد عن مخاطر الزلازل والبراكين. و يؤكد المسؤولين عنه أنه تم بناءه ليكون قادرا على مواجهة كل الهزات والتغيرات المناخية، بما فيها إحتمال اصطدام الأرض بمذنب أو كوكب خارجي، وذلك من أجل إنقاذ البشرية والمحافظة عليها من مخاطر المجاعة. يتم فتح القبو العالمي بضعة مرات فقط، لتقليل تعرض البذور للعوامل الخارجية. و  يضم المخزن حوالي مليون عينة من البذور التي تمثل نحو 6 آلاف نوع نباتي مختلف. يتم تخزين هذه العينات في درجة حرارة ثابتة تبلغ حوالي 17 درجة مئوية تحت الصفر، مما يكفي لحماية البذور لمدة لا تقل عن 200 عام.  ويشتمل المبنى على نظام تبريد إضافي يعمل بالفحم، وهذا النظام يساعد في تقليل درجة حرارة القبو إلى 18 درجة تحت الصفر. وحتى إذا توقفت عن العمل، فإنها تستطيع توفير عدة أسابيع للبذور قبل أن تصل درجة الحرارة إلى المستويات المحيطة بالقبو والتي تعادل 3 درجات تحت الصفر. و يعتبر هذا القبو كمستودع لتخزين و حماية بذور المحاصيل التي تأتي من  بنوك الجينات في جميع أنحاء العالم مثل الفول والأرز والقمح، تحسبا لحدوث الكوارث على غرار الحرب النووية أو الأوبئة، وضمانا لتوفير شبكة أمن غذائي ضد الفقدان العرضي للتنوع في البنوك الجينية التقليدية.  وقد أدت الحرب في سوريا إلى سحب بذور من القبو للمرة الأولى في عام 2015، حيث طلب باحثون من منطقة الشرق الأوسط تلك البذور، بما في ذلك عينات من القمح والشعير والمحاصيل الأخرى التي يمكن زراعتها في المناطق القاحلة، لتعويض الفقد الذي طال بنك الجينات بالقرب من مدينة حلب شمال سوريا. و رغم التصميم المتين للقبو، إلا أنه لا يخلو من التحديات و ذلك بسبب التغيرات المناخية المتواصلة و الإحتباس الحراري . ففي عام 2017، أدى ارتفاع درجات الحرارة إلى ذوبان بعض الثلوج المحيطة بمدخل القبو، مما أثار قلق الباحثين حول سلامة البذور المخزنة.    و كانت السلطات النرويجية قد ردت سريعا على هذه التحديات بتعزيز البنية التحتية للقبو لضمان إستمرارية دوره الحيوي.  في عالم لا تنتهي فيه الحروب و الكوارث الطبيعية، وفي عالم تتواصل فيه التغيرات المناخية و تؤثر سلبا على مردودية المحاصيل الزراعية، يبقى قبو البذور العالمية بالنرويج الخلاص الوحيد لإنقاذ البشرية من المجاعة و الحفاظ على الأمن الغذائي العالمي.  

أغرب أنواع الفواكه في العالم

أغرب أنواع الفواكه

mars 24, 2025 tunisieagriculture حين نتحدث عن الفواكه فأول ما نفكر فيه هو تلك الفواكه التي نستهلكها يوميا مثل التفاح، الموز، أو البرتقال.  لكن هل تعلم أن هناك فواكه أخرى غريبة بشكل لا يصدق لها أشكال وألوان ونكهات غير مألوفة. بعضها ذو مذاق لذيذ وآخر بلمس و طعم فريد من نوعه. لنتكشف معا بعضا من أغرب هذه الفواكه في العالم:   الجرانديلا: من انواع الفواكه الاستوائية المميزة جدا الموجودة في العديد من مناطق أمريكا الجنوبية والوسطى. مذاقها حلو واللب الداخلي هلامي مع بذور سوداء صالحة للأكل. جرانديلا منخفضة في السعرات الحرارية وخالي من الدهون وغني بالألياف ومصدر ممتاز للفيتامينات والحديد. فوائدها عديدة فهي تحفز قوية جهاز المناعة وأيضاً هي مفيدة جدا للأشخاص الذين يعانون الربو وأمراض الجهاز التنفسي، تحارب الم العظام والمفاصل وتعمل على تقويتهم، وتحتوي على مركب هارمان الذي يعمل على علاج الأرق والمساعدة على النوم والاسترخاء.. القشطة الشائكة : هي فاكهة استوائية تنمو في أمريكا الجنوبية وأجزاء من إفريقيا و جنوب شرق اسيا.  تنتمي إلى عائلة القشطة (Annonaceae) واسمها العلمي Annona muricata. تُعرف أيضًا بأسماء أخرى مثل الجرافيولا أو الغوانابانا. تتميز القشطة الشائكة بشكلها البيضاوي وقشرتها الخضراء المغطاة بأشواك ناعمة.  طعمها مزيج من نكهات الأناناس والفراولة مع لمسة كريمية شبيهة بجوز الهند أو الموز. لها فوائد عديدة فهي تحتوي على فيتامين C  و البوتاسيوم و المغنيسيوم و هي مفيدة لصحة القلب و الجهاز الهضمي. كذلك هي غنية بمضادات الأكسدة التي تساعد على تعزيز المناعة. حين تأكلها لا تشعر و كأنها فاكهة بسبب قوامها التي تشبه مزيجا من الكراميل و البطاطا الحلوة. غنية بفيتامين B3 الذي يساعد على تحسين وظائف الدماغ. تحتوي على نسبة عالية من مضادات الأكسدة التي تعزز المناعة. مصدر جيد للألياف المفيدة للهضم. تحتوي على الكالسيوم والحديد لدعم صحة العظام والدم. تُستخدم في صناعة الآيس كريم، الحلويات، والعصائر. تُطحن أحيانًا إلى مسحوق لإضافته إلى الأطعمة والمشروبات كبديل طبيعي للتحلية. الحرنكش: اسمه العلمي physalis و هو فاكهة صغيرة تنتمي إلى عائلة الباذنجانيات، ويُعرف أيضًا بأسماء مثل الكرز الأرضي أو التوت الذهبي. ينمو في أمريكا الجنوبية، مصر، الهند، وجنوب إفريقيا، ويفضل المناخ الدافئ. حبة صغيرة دائرية تشبه الطماطم الكرزية، لونها برتقالي ذهبي. محاطة بقشرة ورقية جافة تشبه المصباح الورقي، وهي غير صالحة للأكل. طعمها حلو مع لمسة حمضية  مثل العنب الحامض.  غني بفيتامين C الذي يعزز المناعة. يحتوي على مضادات الأكسدة التي تحارب الجذور الحرة. مصدر جيد للبوتاسيوم، مما يساعد على تنظيم ضغط الدم. الشيريمويا (Cherimoya) أو قشطة هندي: هي فاكهة إستوائية تنمو تنمو في المناطق الدافئة مثل أمريكا الجنوبية، إسبانيا، وإيطاليا. تنتمي إلى عائلة القشطة (Annonaceae) و اسمها العلمي Annona cherimola.  شكلها بيضاوي أو مستدير، وقشرتها خضراء مغطاة بنتوءات ناعمة. اللب الداخلي أبيض، كريمي القوام، ويحتوي على بذور سوداء غير صالحة للأكل. طعمها حلو يشبه مزيجًا من الموز والأناناس والمانجو مع لمسة كريمية. غنية بفيتامين C ومضادات الأكسدة.تحتوي على الألياف التي تعزز صحة الجهاز الهضمي. مفيدة لصحة القلب لاحتوائها على البوتاسيوم والمغنيسيوم. اللوكوما (Lucuma): هي فاكهة استوائية. تعرف أيضًا باسم “ذهب الإنكا” بسبب قيمتها الغذائية واستخدامها الواسع في المطبخ البيروفي. تملك هذه الفاكهة قشرة رقيقة ذات لون أخضر أو أصفر. اللب الداخلي أصفر مائل إلى البرتقالي، قوامه يشبه البطاطا الحلوة، ناشفة قليلا. تتميز هذه الفاكهة بقيمتها الغذائية العالية، فهي تحتوي على فلافونيدات ومضادات أكسدة، كما أنها غنية بالكربوهيدرات و الفيتامينات مثل بيتا كاروتين، والنياسين (B3). كما تحتوي على العديد من العناصر الغذائية بكميات بسيطة مثل الحديد، والزنك، والبوتاسيوم، و الكالسيوم، والمغنيزيوم. فاكهة الباكاي (Pacay): هي فاكهة استوائية، تنمو في مناطق أمريكا الجنوبية. تنتمي إلى عائلة البقوليات (Fabaceae)، وتُعرف أيضًا باسم “آيس كريم الفاصوليا” بسبب لبها الحلو والقشدي.  تأتي في قرون طويلة خضراء تشبه الفاصوليا، قد يصل طولها إلى 30-50 سم. تحتوي على لب أبيض قطني الملمس يوجد داخلها بذور سوداء كبيرة. طعمه حلو و بارد كأنه مثلجات. غنية بالألياف، مما يعزز صحة الجهاز الهضمي. تحتوي على مضادات أكسدة تدعم المناعة. مصدر طبيعي للطاقة بفضل محتواها العالي من الكربوهيدرات الصحية.  فهل تجد إحدى هذه الغلال الغريبة مغرية لتجربتها و تذوق طعهما الفريد؟

التغيرات المناخية في تونس

التغيرات المناخية في تونس

février 24, 2025 tunisieagriculture تدفع التغيرات المناخية التي ألقت بظلالها على مختلف المناطق التونسية في السنوات الأخيرة، إلى مواجهة عدة تحديات في القطاع الفلاحي، الذي يمثل ركيزة أساسية للإقتصاد الوطني. و رغم أن تونس عاشت في الفترة الأخيرة على وقع نزول مكثف للأمطار بكميات هامة مما ساهم في إمتلاء السدود بنسبة بلغت قرابة 35.4%، إلا أن الوضع في القطاع الفلاحي، مازال غير مطمئن، ومازال الفلاح يواجه رهانات الجفاف و تغير نمط هطول الأمطار و ارتفاع درجات الحرارة. و دفعت التغيرات المناخية الفلاح للتكيف مع هذه الظروف و تغيير مواعيد الزراعة و الحصاد التقليدية. الزراعة اليوم باتت مهددة و بضعف الإنتاج و تراجع المردودية خاصة و أن الطرق التقليدية في إدارة المخاطر لم تعد تتماشى مع الظروف الحالية. كذلك فإن ارتفاع الحرارة قد أثر بشكل كبير على زراعات القمح التي قد تغير لونها نحو الإصفرار من قلة الأمطار، و الذي يؤدي بدوره إلى ظهور الأمراض النباتية و الفلاحية، مما وضع الدولة في موقف محرج جعلها مجبرة على إستيراد أكثر من 95% من الحبوب سنة 2023، لتلبية إحتياجاتها الغذائية. هذه التغيرات لا تؤثر فقط على الزراعات بل أيضا على إقتصاد الدولة، حيث من المتوقع أن تصل الخسائر الناجمة عن التغيرات المناخية ما بين 3 و 5 مليارات دولار سنويا بحلول 2030. أما على الصعيد البشري فكل هذه التحديات تؤثر و بشكل كبير على العاملين في هذا القطاع، فإنحباس الأمطار و تأثيرها على الفلاحة المطرية سبب رئيسي في هجرة اليد العاملة الفلاحية إلى المدن للعمل في ميادين أخرى، مما يجعل هذا القطاع تحت سقف تهديد اخر و هو عزوف بعض الفلاحين عن مواصلة نشاطهم الفلاحي. و كان الموسم الفلاحي 2023/2024 قد شهد انطلاقة حسنة، لكن انحباس الأمطار بداية من النصف الثاني من شهر مارس 2024 وارتفاع درجات الحرارة أثرا سلبا على الحالة العامة للزراعات مما تسبب في تراجع الإنتاج، وذلك وفق ما بينته معطيات قدمتها وزارة الفلاحة خلال ندوة صحفية بتاريخ الأربعاء 11 سبتمبر 2024. وقد سجّل الميزان التجاري الغذائي خلال شهر جانفي 2025 فائضا بقيمة 4,174 مليون دينار مقابل فائض بقيمة 2,469 مليون دينار خلال نفس الفترة من السنة الفارطة، حيث بلغت نسبة تغطية الواردات بالصادرات 125% مقابل 192.8% خلال جانفي 2024. وسجلت قيمة الصادرات الغذائية تراجعا بنسبة 6,10% مقابل ارتفاع الواردات بنسبة 9,37%، وذلك وفق أخر الإحصائيات التي نشرها المرصد الوطني للفلاحة. وتعود أسباب تقلص الفائض بشكل أساسي إلى تراجع قيمة صادرات زيت الزيتون بنسبة -14.7% والتمور بنسبة -2.7 % ومنتجات الصيد البحري بنسبة -54.4 % مقابل ارتفاع واردات الحبوب بنسبة +32.2 % وواردات السكر بنسبة + 65.1 %. و تبقى التغيرات المناخية المتواصلة و نقص الأسمدة من بين العوائق التي يواجهها قطاع الحبوب سنويا و الذي يجعل تونس غير قادرة على تجاوز بين 5 أو 6 % من حاجياتنا من الموسم الزراعي  من الحبوب سنويا، حسب ما صرح به المستشار الاقتصادي لإتحاد الفلاحين فتحي بن خليفة  في تصريح لموزاييك متحدثا عن تأخر تزويد الفلاحة  بالبذور والأمونيتر والتمويل في الموعد المحدد، الذي يجعل المساحات المحصودة في كامل تراب الجمهورية أقل مما تبرمجه الدولة سنويا.  وكانت نتائج الموسم الفارط 2023/2024 قد بينت أن المساحة المبذورة   بلغت 972 ألف هكتار و المساحة المحصودة 717 ألف هكتار وبلغت قيمة التجميع 6.7 مليون قنطار88% منها قمح صلب. التأقلم مع التقلبات المناخية أولوية ملحة تتطلب مجموعة من الإستراتجيات التي تساعد على ضمان إستدامة القطاع الزراعي. فعلى الحكومة أن تواصل العمل على تغيير الخارطة الزراعية لتتناسب مع التغيرات المناخية و وضع خطط مدروسة تهدف إلى تحسين الإنتاجية مع الحفاظ على الموارد الطبيعية، إلى جانب توفير الدعم اللازم للمزارعين لمجابهة الإرتفاع المتواصل لتكاليف الإنتاج.  

الذهب الأحمر: أغلى التوابل في العالم

الذهب الأحمر

février 21, 2025 tunisieagriculture تخيل زهرة بنفسجية متواضعة و ضعيفة، تنبثق بهدوء من قلب أرض عطشاء جافة ، متحدية التقلبات المناخية و الظروف القاسية. قد تبدو للولهة الأولى مجرد زهرة أخرى بلونها البنفسجي الناعم و بساطتها الخجولة، لكنها في الحقيقة تخفي داخل قلبها ذهب أحمر لا يقدر بثمن.    إنها تلك البتلات التي تتفتح كاشفة عن خيوطها القرمزية الرفيعة و كأنها تتغنى بأثمن ما جاد به التراب. نادرةٌ هي، لا تنبت إلا في مواسم محدودة، ولا تجنى إلا بأيد صبورة تدرك قيمتها. وبينما تمر العيون عليها دون اكتراث، يدرك العارفون أن في هذه الخيوط الصغيرة عطر الفخامة، ونكهة التاريخ، ودواءً اختزنته الطبيعة عبر العصور. فالفلاح وهو خير العارفين بها، يعلم جيدا أنها زارعة ناجحة خاصة و أنها تقاوم التقلبات المناخية ولا تحتاج إلى كميات كبيرة من الماء كي تنمو و تزهر، تزرع في تربة خفيفة، سهلة الصرف المائي و فوائدها لا تحصى و لا تعد. ثم أنها كما يطلق عليها هي ذهب أحمر، فكل حوالي 250 زهرة تنتج غراما واحدا من الزعفران ، شعيراتها الحمراء تلك يستخرج منها أغلى التوابل في العالم و الذي يبلغ سعر الكيلو الغرام الواحد منها حوالي خمسة و ثلاثون ألف يورو. وهو ما يجعل زراعتها واحدة من بين المشاريع الزراعية ذات المردودية الإقتصادية العالية. و يبدأ موسم الزراعة في شهر أوت. و في شهر أكتوبر يبدأ الزعفران في الإزهار ليتم جمع المحاصيل بداية من أكتوبر و حتى نوفمبر و ديسمبر، ليتم بعد ذلك تجفيف الشعيرات الحمراء و بيعها مجففة. تلك الشعيرات الثلاث هي الزعفران الأصلي، لذلك تكون عملية القطف دقيقة جدا، حتى لا تتمزق تلك الشعيرات. بيدين صبورتين يمسك الفلاح بخيوط الذهب الأحمر ويسحبها بحذر و عناية. و عقب عملية التجفيف الطبيعي يصبح جاهزا للإستهلاك. و يفضل جني الزعفران في الصباح الباكر قبل بزوغ الشمس لضمان تفتح كامل للإزهار. و تتطلب هذه الزراعة الصبر و العناية فقد يكون إنتاج الزعفران في الهكتار الواحد متفاوتا ليبلغ بين 2 و 10 كغ من الزعفران المجفف، ويعود ذلك إلى عدة عوامل، مثل نوعية التربة، طرق الزراعة و العناية بالمحصول. ولكن في ظروف مناخية جيدة و مع تقنيات زراعية متقدمة يمكن أن يصل الإنتاج إلى 15 كغ/ الهكتار.  يفضل الزعفران التربة الرملية الطينية جيدة التصريف و الغنية بالمغذيات. و يمكن إثراء التربة الطينية شديدة الكثافة بالرمل أو السماد. و بما أنه يزرع غالبا في دول شمال إفريقيا و أسيا و جنوب أوروبا، دول تتميز بالطقس المعتدل الدافئ فهذا يدل على أن الزعفران يحتاج إلى الأماكن المشمسة كي ينمو و يزهر، لذلك ينصح بزراعته في المنافذ المكشوفة و الحدائق الصخرية الوعرة. و تعتبر إيران هي الدولة الأولى عالميا في إنتاج الزعفران، إذ تنتج نحو 90 بالمائة من الزعفران العالمي و تصدره إلى دول الخليج و اليمن. بينما تشهد تونس تطورا ملحوظا في هذا القطاع. و تتركز هذه الزراعات بالأساس في مزارع الشمال التونسي. و لا تقتصر قيمة الزعفران على أسعاره الغالية و إنتاجيته المربحة، فهو يعتبر أيضا قيمة غذائية عالية و فاعليته الطبية متنوعة و عديدة. من الزعفران يمكن صناعة مواد تجميل  و مستحضرات طبية تخلو من أي مواد كيميائية. فهو يساعد في تحفيز الخلايا العصبية في الجسم، و بالتالي يساعد على حماية البشرة و الجلد و يعطي رونقا مثاليا حال استخدامه كمسوح للتجميل. كما أنه دواء يحارب أمراض الإكتئاب لاحتوائه على عناصر غذائية أساسية كالكالسيوم و الحديد و الفسفور، فإن مكوناته أصبحت تدخل في علاج أمراض السكري و السرطان. كما أوضح الموقع الإلكتروني الرسمي لـ”مكتبة الطب الوطنية” في أمريكا أن مكونات الزعفران قد تُساهم في علاج مختلف اضطرابات الجهاز العصبي، مثل مرض الزهايمر ومرض باركنسون. ويمكن أيضًا أن تكون فعّالة في علاج عدة أمراض أخرى، مثل: ارتفاع ضغط الدم و اضطرابات المعدة. وأشارت دراسات مختلفة إلى أن الزعفران يتمتع بأنشطة مضادة للالتهابات، ومضادة لتصلّب الشرايين. و يمكن استخدامه في الطب التقليدي كمسكن عشبي، مُضاد للنُزُلات، مُهدّئ لآلام اللثة و مُطهّر. ختاما، يعتبر الزعفران من المحاصيل الثمينة التي تمتلك تونس مقومات زراعتها بإمتياز، بفضل مناخها الملائم وأراضيها الخصبة. يمكن أن يكون هذا القطاع واعدا في تونس فالاستثمار فيه لا يعزز فقط الاقتصاد الوطني عبر التصدير وتحقيق عائدات مالية هامة، بل هو أيضًا فرصة ذهبية للفلاحين، خاصة في المناطق الريفية، لتحسين دخلهم. علاوة على ذلك، فإن فوائد الزعفران الصحية والغذائية تجعله منتجًا استراتيجيًا يستحق اهتمامًا أكبر. لذلك، يجب على الجهات المعنية توفير الدعم التقني والمالي للمزارعين وتشجيعهم على تبني أفضل الممارسات الزراعية، حتى تتحول تونس إلى وجهة بارزة في إنتاج وتصدير “الذهب الأحمر”، مما يفتح آفاقًا جديدة للنمو والازدهار.    

رحلة نخلة من الجنوب التونسي إلى الأسواق العالمية

الأسمدة المناسبة

février 4, 2025 tunisieagriculture زراعة التمور في تونس هي واحدة من أهم الزراعات التي تعرف في الوسط الفلاحي. يساهم هذا النشاط في إحياء الأراضي الفلاحية المتواجدة في قلب الصحراء، دعم الاقتصاد الدولي، وتعزيز الصادرات. ويقدر معدل الإنتاج السنوي للتمور في تونس ب 350 ألف طن . هذه الزراعة هي رحلة طويلة تبدأ من غرس النخلة والعناية بها وصولا إلى تصدير التمور للأسواق العالمية . وتعتبر مناطق الجنوب مثل ولايات قبلي، توزر وقابس من أهم المناطق المثالية لزراعة النخيل وذلك بفضل المناخ الجاف والتربة الملائمة. وتبدأ رحلة النخلة بغرس الفسائل في التربة ورعايتها بصفة مستمرة وذلك عن طريق الري المنتظم، التسميد ،ومكافحة الآفات، إلى أن يبدأ موسم جني العراجين المليئة بالتمور في منتصف أكتوبر وحتى منتصف نوفمبر على الطريقة التقليدية للتسلق والموروثة عبر أجيال. يصل عدد التمور التونسية إلى حوالي 300 نوع. ولكن دقلة النور الملقبة بسيدة التمور، هي الأكثر شهرة بين كل الأنواع في السوق التونسية. حيث تمثل 80 بالمائة من الإنتاج الوطني. كذلك هي الأكثر طلبا  في الأسواق الخارجية. وذلك  فضلا  لجودتها العالية وتميزها بطعمها العسلي ولونها الذهبي. وتعد تونس من الدول الأولى في التصدير لهذا الصنف من التمور.  وتعد المغرب، ألمانيا، فرنسا، وإسبانيا، أسواق لها تقاليد عريقة في توريد التمور التونسية. و لكن مع بداية كل موسم وإن كان ناجحا، تطفو العديد من الإشكاليات المتعلقة بالتغيرات المناخية وندرة الموارد المائية. هذا إلى جانب التحديات التي يواجهها التصدير و التي من أهمها فائض الإنتاج بالسوق الداخلية، وتزامن شهر رمضان مع فترة جني التمور بداية من 2025ولمدة 3 سنوات. و من ناحية أخرى تواجه تونس طموح السوق المغربية لمضاعفة الإنتاج الوطني وتحقيق الإكتفاء الذاتي، والمنافسة القوية من دول أخرى مثل الجزائر، مصر وإيران. و من جانبها تسعى الدولة للحفاظ على مكانة تونس في السوق العالمية ودفع عجلة التنمية بربوع البلاد، من خلال إدخال التقنيات الحديثة، تعزيز البحث العلمي، وتنظيم مهرجانات التمور التي تساهم في ترويج المنتج محليا ودوليا .    

توظيف الذكاء الاصطناعي لتعزيز القطاع الفلاحي

الذكاء الاصطناعي

février 4, 2025 tunisieagriculture   تخيل كيف سيتطور القطاع الفلاحي في السنوات الأخيرة، حين تتحد أيادي المزارعين مع التقنيات التكنولوجية. فيصبح مراقبة نمو النباتات والتنبؤ بالمحاصيل الزراعية أمرا ممكنا. بل حتى أنه سيصبح أسهل فهم احتياجات النبتة للأسمدة والمغذيات. تخيل كيف ستصبح هذه التقنيات أشبه بجوق ذكي قادر على دراسة المحاصيل الزراعية، وتحليل كميات هائلة من البيانات بشأن صحة المحاصيل، ظروف التربة وأنماط الطقس . ما نحن بصدد تخيله الآن، ليس مجرد فكرة وهمية بل هو واقع وحقيقة نعيشها اليوم.   خلال السنوات الأخيرة، قامت العديد من الشركات التكنولوجية بابتكار العديد من التقنيات والآلات الفلاحية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي. وذلك من أجل تطوير المزارع، الحفاظ على البيئة، تحسين ظروف الإنتاج و بالتالي تعزيز إنتاجية الأراضي الزراعية و تحقيق الأمن الغذائي. بالإعتماد على الذكاء الاصطناعي، اكتشاف القرن العظيم، صار سهلا تعزيز الاستدامة الزراعية. و ذلك عبر تقنيات مستحدثة في التحليلات البيولوجية. التي تساعد في تقليل استخدام المبيدات الكيميائية والأسمدة الصناعية، والحصول على تنبؤات بالآفات والأمراض وحماية المحاصيل منها. كما أدخلت التكنولوجيات الجديدة عدة تحديثات متطورة على الآلات و المعدات الفلاحية، التي أصبحت تعتمد على الذكاء الاصطناعي للقيام بمهامها مثل الجرارات، الحاصدات و طائرات الدرون. فطائرات الدرون مثلا التي تم تحديثها كي تقوم برش المبيدات الفلاحية على الزراعات بشكل دقيق وفعال، و التي تضم كاميرات الإستشعار التي تقوم بمسح الأراضي الزراعية، مراقبتها والتنبؤ بأي خطر يهدد المحاصيل، ونقص التغذية التي تعاني منه الأشجار. فهذه الكاميرات تساعد الفالح، في حال إكتشاف الأشجار المريضة أو الهجمات الضارة، على تحليل المرض و إيجاد حلول مناسبة و ذلك بواسطة الذكاء الاصطناعي. هذه الوسائل الحديثة لا تقلل من عبء العمل على المزارعين فحسب، بل تقلل أيضا من التأثير البيئي و تبذير الموارد الطبيعية عن طريق الاستخدام الأمثل للموارد مثل المياه والأسمدة والوقود. وفي حين أن التغيرات المناخية الغير متوقعة قد أصبحت تشكل خطر على صحة المحاصيل الزراعية و مردوديتها، فإن الذكاء الاصطناعي قد أصبح الحل الأمثل و الأسرع ليساعد الفلاحين في التكيف مع هذه التحديات عن طريق توفير أنظمة تحذير مبكرة للأحداث الجوية القاسية. وتعتبر قطر واحد من بين الدول العربية الرائدة في هذا المجال، حيث أطلقت العديد من المشاريع و المبادرات التي تقوم على دمج التكنولوجيا في العمليات الزراعية. وتعتبر مبادرة “مزارع قطر الذكية” مثال حيا على كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي من أجل تحسين جودة المحاصيل وزيادة الإنتاجية. تقوم هذه الفكرة على تحليل مكثف للبيانات البيئية والزراعية، و التنبؤات الجوية، لتكون بوصلة المزارعين في اتخاذ قرارات دقيقة و فعالة، إيجاد أفضل الممارسات الزراعية، من أجل تحقيق الكتفاء الذاتي في مجال الغذاء، تخصيص الموارد على نحو أنسب و تقليل النفايات إلى حد أدنى. ومن المتوقع أن يرتفع سوق الذكاء الاصطناعي في القطاع الفلاحي من 1,7 مليار دولار في عام  2023 إلى 4,7 مليار دولار بحلول عام 2028، ما يسلط الضوء على الدور المحوري للتقنيات المتقدمة في هذا القطاع. وبالرغم من أن الذكاء الاصطناعي قد أصبح وسيلة سهلة ومساعدة لتحقيق الاستدامة الزراعية والأمن الغذائي، إلا أن هذه التكنولوجيا لا تخلو من المخاطر والتحديات، فالتوكل المفرط عليها قد يجعل الاستغناء عنها صعبا و إيجاد حلول بديلة وسريعة أصعب، خاصة حين تكون هذه الوسائل بدورها مهددة بالقرصنة وتعطيل نظم الآلات. ولكن مع تواصل تطور التقنيات الفلاحية يبقى السؤال الأهم، هو إن كان دمج الذكاء الاصطناعي في القطاع الفلاحي نعمة تساعد العاملين في هذا القطاع على حسن القيام بمهامهم أو نقمة قد تسبب مستقبلا في التخلي عنهم و إستبدالهم بالروبوات و التقنيات الحديثة.    

الزراعة المائية: البديل للزراعات التقليدية

الزراعة المائية في تونس

février 4, 2025 tunisieagriculture إن الزراعة واحدة من أقدم الأنشطة التي قام بها البشر، و هي مصدر أساسي للحياة البشرية، و بمرور السنوات تتطور هذا القطاع و ظهرت العديد من التقنيات الحديثة و الالات التي ساعدت الفلاح في ممارسة عمله و كل ذلك من أجل تعزيز الإنتاج الفلاحي وتحقيق الأمن الغذائي. و شمل هذا التطور تغير مقومات الزراعة، التي كانت سابقا تفون بالأساس على توفر الأرض و التربة للزراعة و نمو المحاصيل، فاليوم أصبحت الزراعة في حد ذاتها مستحدثة لا تحتاج إلى التربة كغذاء أساسي للنبتة، حيث ظهر مطلح جديد يعرف بالزراعة المائية. “المستقبل هو للزراعة المائية” هكذا كان رد الباحثين الذين شاركوا في مؤتمر “التكنولوجيا الخضراء سنة2021 الذي إنعقد بمدينة أمستردام الهولندية. فهذا المستقبل الذي يراه هؤلاء الباحثين يقلص من التحديات التي تطرحها الزراعة التقليدية، و بالتالي يسهل العمل الفلاحي، يعزز مردودية الإنتاج ويقدر على إطعام الملايين من الناس في العالم. و تقوم الزراعة المائية، أو الزراعة بلا تربة على زرع البذور في محاليل مائية بمكونات معدنية خارج التربة. ولهذه التقنية عدة فوائد من أهمها زيادة الإنتاج بشكل كبير مقارنة بالطرق القديمة. و على عكس الزراعات التقليدية، فإن الزراعة المائية تتميز بعدم تأثرها لا بالمكان أو الأرض، ولا بالوقت أو المناخ، فهي تسمح لك بالزراعة أينما تريد و كيفنا تريج و قتما تريد. و هذه ميزة لا يمكن تحقيقها بالطرق التقليدية و هي التخلص من الإنتاج الموسمي، فمثلا يمكننا اليون أن نقطف الفراولة في شهر جانفي بفصل الشتاء، دون أن ننتظر حلول موسمها. وفي ظل التغيرات المناخية التي أصبحت واحد من أكبر التحديات التي يواجهها القطاع الفلاخي فإن هذه الزراعة لا تتأثر بالطقس، فالفلاح هنا يستطيع التحكم في كل العوامل المساعدة على نمو المحاصيل مثل الإضاءة، الرطوبة، ودرجة الحرارة، مما يجعل الزراة المائية الحل الأمثل لمجابهة هذه العقبات و على عكس ما قد يتوقعه البعض، فإن لهذا نوع من الزراعات عدة إيجابيات أخرى منها الإقتصاد في الماء مقارنة بالزراعات التقليدية التي تحتاج إلى تربة، وذلك بقدر يترواح بين 90 و 80 بالمائة. ففي الزراعة المائية يتم إعادة تدوير المياه في دورة مغلقة و إستخدامها مرات عديدة، عن طريق تكثيفها و إيصالها مرة أخرى للنباتات المزروعة. و تقوم الزراعة المائية على زراعة الخضراوات الورقية مثل الخس و الحبق، كذلك الفلفل و الفراولة و الطماطم. وفي حين أن الطماطم يحتاج إلى كميات كبيرة من الماء في الزراعات التقليدية، فإن الزراعة المائية للطماطم توفر حوالي 90 بالمائة من تلك المياه. و حتى مع تغير طريقة الزراعة يبقى هذا المنتوج محافظا على جودته و مذاقه المتميز وفي جانب اخر، فإن هذه الزراعة تقلل من نسبة حدوث الافات و الأمراض التي تضر بالنبتة و تؤثر على مردودية المحاصيل، فعادة تكوت الأمراض أغلبها متأتية من التربة مثل الباكتيريا و الفطريات. لذا فهي عموما أكثر صحة من نباتات المحاصيل التقليدية. هذا و إلى جانب إنخفاض كمية المعادن الثقيلة أو المبيدات الحشرية التي تتراكم في أنسجة النبات التي تزرع في التربة و تحتض تونس 8 مشاريع للزراعة دون تربة تابعة للقطاع الخاص، إلى جانب مشروع نموذجي في محافظة منوبة و هو بالشراكة بين الإتحاد التونسي للفلاحة و الصيد البحرى و الإتحاد الأوروبي على مساحة تقدر ب600 متر مربع فيها زراعات الطماطم و الحبق. و في الآونة الأخيرة أصبح الشباب التونسي أكثر وعيا بأهمية الزراعات المائية وناجعتها مما جعل العديد منهم يقبل على الزراعات بلا تربة فوق أسطح منزلهم، لمجابهة البطالة و توفير مورد رزق محترم، بإمكانيات بسيطة و سهلة,. وهذا يعني ايوم أن أي شخص مهتم بالقطاع الفلاحي، لا يحتاج إلى ملكية أرض و مصاريف كبيرة كي ينظم للقطاع و يساهم في الإ،تاج الغذائي.